أدویة مثبطات البروتین ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصودیوم - النمط 2 فوائدها ومخاطرها
- الطبيب الإستشاري الأستاذ عبدالأمير الأشبال
- 25. Jan. 2021
- 6 Min. Lesezeit
Aktualisiert: 11. Nov. 2024

أدوية مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم – النمط 2
(Sodium-Glucose Transport Protein 2 (SGLT2) Inhibitors)
مفعولها وتأثيراتها الجانبية عند مرضى السكري النمط 2
الطبيب الإستشاري الأستاذ عبدالأمير عبدالله الأشبال
مؤلف كتب موسوعة السكري
دكتوراه بالطب الباطني واستاذ وباحث وخبير بمرض السكري والأمراض المرتبطة به

الطبيب الإستشاري الأستاذ مؤلف موسوعة المرض السكري عبدالأمير عبدالله حسن الأشبال
دكتوراه بالطب الباطني أستاذ وباحث وخبير بالمرض السكري
إختصاصي قلبية - باطنية - غدد صمّ ومرض سكري
ما هي مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم - النمط 2 وكيف تعمل
في الربع الأخير من العقد الأخير أصبح واضحاً بأنَّ الكليتين تلعبان دوراً أساسياً في التعامل مع السكر داخل الجسم. ففي الأشخاص الأصحاء تُفلتر الكليتين بإستمرار كمية كبيرة من السكر (180غرام \ اليوم) خلال الحويصلة "الكبيْبة" الكليويَّة وتعيد بفعَّالية إمتصاص كل هذا السكر تقريباً. أما بالنسبة لمرضى السكري النمط 2 ممن يُعانوا من إرتفاع سكر الدم يتم فلترة كمية أكبر من كمية السكر الذي يُعاد إمتصاصه الأمر الذي يُساعد على إستمرارية إرتفاع مستويات السكر في حالة المرض السكري. إنَّ الكمية العظمى من السكر التي يتمُّ ترشيحها بواسطة حويصلة "كبيْبة" الكلية يُعاد إمتصاصها بواسطة ناقلات السكر الموجودة في خلايا الإنابيب الكلوية الدانية . يعتبر البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم - النمط 2 أحد ناقلات السكر التي تقوم بنقل السكر في الجسم. ويوجد هذا الناقل بصورة رئيسية في الكلية حيث يقوم بإعادة إمتصاص السكر إلى الدم بعد طرحه في الإدرار. وفي الحالة السويَّة يقوم هذا النظام بموازنة فعَّالة للطاقة في الجسم ولكن في حالة المرض السكري يعمل بصورة غير مُجدية للمريض بسبب إعادة الكميات الزائدة من السكر إلى الدم مما يُساهم في إرتفاع سكر الدم.
يوجد نوعان من ناقلي السكر وبكميات كبيرة عند مرضى السكري النمط 2 مقارنة بالأشخاص السوييِّن مع زيادة كبيرة في إعادة إمتصاص السكر عند مرضى السكري النمط 2 مقارنة بالأشخاص السوييِّن الأمر الذي يُدلل على أنَّ زيادة التعبير الجيني لناقل السكر تتصاحب مع إرتفاع سكر الدم في حالة المرض السكري النمط 2. واستنادا على هذه الأساس وحسب بحوث شركات صناعة الدواء تمَّ تصنيع مركبات لها تأثير مُثَبِّط واختياري لفعل البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم - النمط 2. ويقوم هذا المُثبِّط بمنع إعادة إمتصاص السكر المطروح في الإدرار وبالتالي فهو يعمل على زيادة إفراز الكميات الزائدة من سكر الجسم مساعداً على تخفيض فرط السكر دون أن يضع ثقلاً على كاهل خلايا بيتا والتي بالأساس تعاني من فشل في إنتاج الإنسولين.
ومن هذا المنطلق بدأ التفكير بإستعمال مُثبطات إعادة إمتصاص السكر في الكلية كأدوية فموية جديدة لعلاج المرض السكري. وأحد هذه الأدوية (جدول رقم 1) هو دواء "داباجلِفلوزين" كعلاج يُضاف الى دواء المتفورمين لمرضى مصابين بالمرض السكري النمط 2 ممن لم يكفيهم المتفورمين للسيطرة على سكر الدم. ويُعتبر دواء الداباجلِفلوزين كأول دواء فموي من مجموعة مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم - النمط 2 ويُستعمل مرة واحدة في اليوم. إضافة الى ذلك ثمة مركب آخر يُعرف بدواء "كَنا جلِفوزين" ودواء "إمْبا جلفوزين" كأدوية لها تأثير مُثَبِّط لفعل البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم - النمط 2. تستعمل هذه الأدوية لوحدها مع التطبب بالغذاء الصحي والنشاط الجسمي أو مع أحد حبوب السلفونيل يوريا أو بياجليتازون أو الإنسولين أو مخلوطة مع المتفورمين.
الأعراض الجانبية والمخاطر
قبل الحديث عن الأعراض الجانبية يجب التنويه الى أنَّ الشركات المصنعة لهذه الأدوية تبادر فور ظهور تقارير أو دراسات عن أعراض جانبية تؤثر سلبا على تصريف هذه الأدوية بتمويل حملة مضادة تنفي بها هذه الأعراض.
أكثر الأعراض الجانبية شيوعاً هي القلق والكآبة والكوابيس عند النوم وآلام في المثانة وتبول دموي وغشاوة بالبصر والقشعريرة وتعرق بارد والإغماء والتوهان ونوبات صرع وبرودة الجلد وقلة الإدرار أو تكرار الإدرار والعطش وتسارع دقات القلب والإمساك والإسهال والغثيان والتقيؤ وزيادة الوزن واضطراب الدهون. وقد يسبب القبض والغثيان والنحول العام والضعف وحساسية الجلد لضوء الشمس ومختلف أنواع الحساسية كإحمرار الجلد والطفح والورم. بالنسبة للرجال طفح وحكة وألم في القضيب وانبعاث رائحة كريهة منه بسبب الإصابة بالفطريات. وقد يسبب نوبات هبوط الضغط. أما البيانات عن سلامة إستعمالها على المدى البعيد فهي غير متوفرة لحد الآن.
الحماض والحماض الكيتوني وإستعمال مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم – النمط 2
حدد بحث قامت به ادارة الاغذية والعقاقير الأمريكية عن قاعدة بيانات نظام الإبلاغ عن الأعراض الجانبية حدوث 20 حالة من الحماض الكيتوني السكري أو كيتونية الدم عند المرضى الذين إستعملوا مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم – النمط 2 من مارس 2013 إلى 6 يونيو 2014. جميع المرضى تطلبت حالتهم الرقود في غرفة الطوارئ أو المستشفى لعلاج الحماض الكيتوني. ومنذ يونيو 2014 تواصلت التقارير عن حدوث حالات إضافية عن الحماض الكيتوني عند المرضى الذين عولجوا بمثبطات البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم – النمط 2.
ومن أعراض الحماض الكيتوني التوهان وتسارع وعمق التنفس وتسارع دقات القلب وآلام شديدة بالبطن والشعور بالنعاس والتعب الشديد والوهن. إنَّ الحماض الكيتوني هو مجموعة فرعية من الحماض الكيتوني السكري أو كيتونية الدم عند مرضى السكري. والحماض الكيتوني هو نوع من الحماض الذي يتطور عادة عندما تكون مستويات الإنسولين منخفضة جدا أو أثناء الصيام لفترة طويلة ويكون أكثر شيوعا عند المرضى الذين يعانون من مرض السكري النمط 1 ويترافق عادة مع ارتفاع مستويات السكر في الدم وقد يشكل خطرا على الحياة إذا لم يشخص مبكرا ويعالج. أما الحالات المسجلة في قاعدة بيانات نظام الإبلاغ عن الأعراض الجانبية فكانت غير متوقعة لأن معظم المرضى كانوا يعانون من المرض السكري النمط 2 ومستويات السكر في الدم كانت مرتفعة بدرجة طفيفة فقط مقارنة مع الحالات النموذجية من الحماض الكيتوني عند مرضى النمط 1. ومن جملة العوامل التي تزيد من إحتمال الحماض الكيتوني هي وجود حالة مرضية شديدة وقلة تناول الطعام والسوائل في الجسم وقلة جرع الإنسولين. ومن جملة المحاذير التي تشكل خطورة أكبر هي إستعمال هذه الأدوية مع المتفورمين والتي قد تزيد من إحتمال حدوث الحماض بصورة عامة ويجعله أكثر شدة وخطورة. فالمتفورمين ذاته قد يُسبب في حالات نادرة الحماض اللاكتي إذا أستعمل لوحده.
التهاب المجاري البولية والتناسلية
يسبب استعمال هذا الدواء التهاب المجاري البولية الشديد وحرقة عند التبول والإلتهابات الفطرية والحكة في منطقة الأعضاء التناسلية.
إصابات الكلى الحادة (sudden kidney injury)
في يونيو 2016، نشرت ادارة الاغذية والعقاقير الأمريكية تقريرها عن إصابة الكلى الحاد كتحذير بسبب استعمال دواء إنفوكانا (الداباجلِفلوزين) ودواء "كَنا جلِفوزين" ودواء "إمْبا جلفوزين". فقد تلقت ادارة الاغذية والعقاقير تقارير عن أكثر من 100 حالة مؤكدة، والبعض يتطلب الاستشفاء والغسيل الكلوي. ومن العوامل التي تزيد من خطر التهاب الكلية الحاد هي عجز الكلية المزمن والتجفاف (فقدان السوائل) وتناول المدررات وأدوية ارتفاع ضغط الدم من نوع حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين وادوية مسكنات الألم غير الستيرودية. وعليه يجب تقييم وظائف الكلى قبل البدء بإستعمال هذه الأدوية ومراقبتهم بصورة دورية ويجب التوقف فورا عن تناولها في حدوث تلف حاد في الكليتين.
زيادة خطر كسور العظام
وبالنسبة لمرضى السكري النمط 2 وممن لديهم عوامل خطر حدوث الكسور (وعلى وجه الخصوص دواء كَنا جلِفوزين المعروف تجاريا بإنفوكانا) فإنَّ استعمال هذه الأدوية يجب أنْ يكون بحذر شديد .
حوادث الأمراض القلبية والسكتة الدماغية
كما أعربت لجنة استشارية تابعة لإدارة الاغذية والعقاقير الأمريكية عن قلقها بشأن سلامة هذه الأدوية على القلب والأوعية الدموية . فقد لوحظ وجود عدد أكبر من أحداث القلب والأوعية الدموية خلال 30 يوما الأولى من المعالجة بهذه الأدوية. بالإظافة الى ذلك كان هناك خطر متزايد من السكتة الدماغية.
زيادة خطر السرطانات
ومن المخاطر التي أثيرت حولها الشكوك هي علاقة هذه الأدوية مع أنواع معينة من السرطانات كسرطان الثدي والمثانة. وفي الحقيقة إنَّ هذا الأمر يحتاج الى دراسات على المدى البعيد وواسعة وعلى البشر من مختلف الأثنيات.
زيادة خطر الإصابة بفورنيير الغرغرينا
(Fournier’s gangrene (necrotizing fasciitis of the perineum)
ارتبط استخدام مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم - النمط 2 ومنها دواء فركسيجا (الداباجلِفلوزين) ودواء انفوكانا (كَنا جلِفوزين ) ودواء جاردينس (إمْبا جلفوزين)
لعلاج مرضى السكري النمط 2 مع فورنيير الغرغرينا وهي حالة طوارئ بولية نادرة تتميز بالعدوى الناخر للأعضاء التناسلية الخارجية والعجان والمنطقة حول الشرج. تعتبر غرغرينا فورنييه حالة طارئة جراحية خطيرة مع ارتفاع معدل الوفيات. الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض ومرض السكري وأكثر من عملية تنضير تلعب دورا رئيسيا في الوفيات والمراضة.
فورنيير الغرغرينا هو أحد مخاوف السلامة المحددة حديثا في المرضى الذين يتلقون مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم - النمط 2 ( دواء فركسيجا (الداباجلِفلوزين) ودواء انفوكانا (كَنا جلِفوزين ) ودواء جاردينس (إمْبا جلفوزين). يجب أن يكون الأطباء الذين يصفون هذه الأدوية على دراية بهذه المضاعفات المحتملة ولديهم درجة عالية من الشك للتعرف عليها في مراحلها المبكرة.
موانع ومحاذير استعمال أدوية مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمد على الصوديوم – النمط 2
لا يجوز استعمال هذه الأدوية لمرضى السكري النمط 1 أي للأطفال والمراهقين والشباب ممن يستعملون الإنسولين كعلاج لهم. لا يجوز استعماله للحوامل والمرضعات. لا يجوز استعمالها في حالات ارتفاع حموضة الدم والتهاب المجاري البولية وتلف أو عجز الكلية أو في حالات التيبس والجفاف وفي حالة استعمال أدوية ارتفاع ضغط الدم من نوع حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين وادوية مسكنات الألم غير الستيرودية. ولا يجوز استعمالها في حالة وجود حساسية للمريض من هذا الدواء أو أقرانه (فقد يسبب طفح وحكة وضيق بالتنفس وورم الوجه والشفتين واللسان والحنجرة). تؤخذ هذه الأدوية مرة واحدة يوميا وبسبب طبيعة عملها يكون فحص الإدرار عن السكر موجب.
Kommentare